و لا يلفت نظرك نور البرق
تجمع رفات دمعاتك و تنصرف فى هدوء
بعدما أحرقت نيران دمعاتك شرايين الحب فى قلبك المكسور
و احرقت كل ما بداخلك حتى النور
حتى النور الذى كان بداخلك انتزعه حزنك بشدة من بين ثنايا ضلوعك الممزقة
فلم يبقى سوى جسد خوار متفحم من الداخل
جسد يخدع من ينظر إليه بإشراقه المزيف و عيونك ذات البسمة المزورة
و كأنك إنسان من زجاج أو بلاستيك وسط عالم من الشمع و الزيف
كل شىء مزيف
أيامك مزيفة.. ذكرياتك مزيفة
كلامك و ضحكاتك مزيفة..
نفسك مزيفة
روحك ما هى إلا جبل كبير من الزيف و التزوير يرفض أن ينهار
و سجائر غضبك تصارعك حينما تنفخ دخانها
فيشكل شبحا يمثل مرآتك
و يواجهك بحقيقتك التى طالما حاولت أن تدير وجهك عنها و تتناساها
لكنها لا تفارقك..
تلوح بيدك ليتلاشى شبحك
إلا أنه إذا انصرف يبعث لك بشبح آخر
حينما تسترخى و تتذكر أيامك..
تبحث عن نفسك بين حقائبك
و تفتح صندوق ذكرياتك
ربما وجدت نفسك فيه بين الصور
تبحث فيه عن مفتاح قلبك التائه
و لكنك لا تجده...
تبحث عن شمعة تضىء روحك الباردة
و تبث الحرارة لشرايينك المتصلبة
إلا أن شمعتك احترقت منذ زمن بعيد
و لم يبق منها سوى حرق فى أصابعك
يذكرك بالماضى اللحوح...
حتى مدفأتك صارت باردة تكسوها الثلوج
لا تنفعها نيران ضلوعك ..
و عظامك لا تشعلها
تشعل سيجارا آخر لتستحضر أشباحك المخيفة..
كى تؤانسك
فليس لك سواهم...
تنزع الشراشف البيضاء من فوق الأرائك و الوسائد
لترى أشباح الغبار و التراب ترتسم أمامك
لا يؤنسك سوى أشباحك
يرافقهم شبح الوحدة...
يجلسون حولك غير مبالين بك
إلا أنك تبحث عن أى شىء يؤنسك
حتى حفيف الشجر و صرير الريح لم يعد يخيفك
بل أصبح رفيقك مع الأشباح فى ليالى الصمت و الجمود
صوتهم يؤكد لك أنك مازالت على قيد الحياة
حتى أشباحك سأمت و انصرفت..
و بقيت وحيدا مع نفسك الجوفاء...
بقلم الصحفية/ ولاء كامل على