7/06/2011

خطابى الآخير لمبارك



كتبتً خطابا لك أيها الرئيس
قبل ثورة التحرير
أسألك فيه الرحيل
ولكنك كنت فى ردك كالفرعون العتيد
فقلتَ لى: من أنت لتتحدث باسم شعبى العزير؟
فقلتُ لك: أننى نبض شعبك يا غطريس
فأنا واحد منهم ولن أرضى بك رئيس
فقلت لى: الشعب يحبنى وينتخبنى لأجل بعيد
فضحكت من كلامك بإستهزاءِ شديد
لأنك أسوأ من حكم مصر منذ زمن بعيد
فقلت لى: كيف يكرهنى شعبى وهم دائما
يتحدثون عنى بكلام المديح
أجئت لتفرق بينى وبين شعبى المطيع
فأنا اذا أرادت منهم أن يفعلوا شئيًا
فعلوه برضى نفس مريح
قلتُ: مَنْ حولك لك مخادعين
يزيفون لك الحقائق بثمن رخيص
يبتسمون فى وجهك لأجل مصلحة أو
شئ غير شريف
وأنت غير مكترث لضياع حقوق الملايين
فقلت لى: أنا من حررت أرضهم
يوم العبور الجليل
لم تحارب وحدك أيها العليل
فهناك من استشهد يوم العبور العظيم
فلم تكن أعظم شأنًا منهم أيها الغطريس
فقلت: شعبى ينعم بالخير الوفير
كيف؟ ألم تسمع عن من انتحر حرقًا
لأنه لم يجد قوت يومه القليل
ألم تسمع عن العاطلين؟ وهم بالملايين؟
ألم تسمع عن فساد المرفهين؟
ألم تسمع عن فساد من هم من السلطة مقربين؟
ألم تسمع عن فساد عز وجرانه والشريف
وغيرهم الكثير؟
ألم تشارك معهم نهب الملايين؟
وحينما لم تسطع أن تهرب من سخط الغاضبين
أمرت وزيرك بان يعتقل هؤلاء
من وصفتهم بالعملاء الخائنين
وأطلقت يده بأن يفعل ما يريد
واستطاع أن يخمد كل ثورة ضد حكمك اللعين
فتصورت فى نفسك إله وأنك
ترزق من تريد
وتملكك البطش والشيطان فيك يعيش
لا .. والله لو كنت شيطانًا
لدبت بعض الرحمة فيك
ولقلت: كفى بهم بؤسا وفقرا يفعل بهم ما يريد
وحينما ازدادت أسواق الجوارى والعبيد
بعت مصر فيها بثمن زهيد
بعت أراضيها وأملاكها للتجار والفاسدين
ولم تدرك يوما مدى غضب المظلومين
وأنهم سيجعلون عرشك الكبير
أغلال تنهش فى جسدك العليل
فخرجت على المتظاهرين بخطاب قصير
تقول فيه يا شعبى العزيز
لم أعهد منك على هذا الفعل السخيف
أيها الشعب الوديع
فُضوا هذا التظاهر الغريب
فهذا فعل آثم لا يفعله غير المخبولين
وللنعمة ناكرين
وعودوا إلى بيوتكم وأطفالكم المهجورين
كيف تتظاهرون ضدى وأنا رئيسكم القديم والجديد
هذا عيبٌ فى حق والدكم الكبير
والدكم الذى سهر من اجل ان تعيشوا آمنين
ولكنى سأكون رغم ذلك الأب الرحيم
سأترككم بلا عقاب على هذا الفعل الآثيم
كان هذا خطابك السخيف
واستمرت المظاهرات فى كل الميادين
وقام وزيرك بتشويه صورة المتظاهرين
وتحدث فى كل مكان عن الخونة المأجورين
ولم تكتفِ بذلك فحسب
بل أرسلت رسل عزرائيل
لميدان التحرير
ليحصدوا من الأرواح الكثير
ولكنك فى النهاية
عرفت مصيرك أيها المسكين
وهذا ما قلته لك فى الخطاب القديم
بأن الشعب لك كارهين
ولكن كان يأخذك دائمًا الكبرياء اللعين
فلم تسمع كلامى ولا كلام أحد من العالمين
غير كلام شيطانك الرجيم
وهذه هى نهاية كل جبار عتيد
فأنت الأن ترحل ورأسك فى الأرض أيها الضعيف
وأنصحك أن تخشى استجابة ربك لدعوات المظلومين
فلترحل انت وأسرتك ومعك أزيال الخيبة نادمين
فانظر مَنْ حولك لا تجد مَنْ كان معك من الشياطين
ولكنك ستجدهم معك مرة اخرى ولكن .. فى الجحيم
تستمتعون بشراب اللهيم
وبشجر الزقوم طعام الآثمين
يا فرعون العصر الحديث
سقط فرعون حينما انكر وجود رب للعالمين
وسقطت انت حينما استهونت بدعاء المظلومين
وهذه هى بداية الحساب العسير
عاش شباب ثورة التغيير
عاشت ثورة القرن الحادى والعشرين
هذا شباب اخرص المستهزئين
به ومن طريقته فى التفكير
وليظل الصامتون فى نومهم العميق
كما كانوا فى العصر القديم
فأولئك كالميتين
وآااااه من أولئك المتلونين فى اى نظام تراهم موجودين
ينسجون خيوطهم فيه بإحكام متين
كالعناكب تعشش فيه حتى تصطاد ماتريد
أجدهم فى كل وسائل الأعلام منتشرين
يتكلمون عن دورهم العظيم
فى ميدان التحرير
عن تاريخهم الطويل
فى النضال الشريف
وهم فى الحقيقة كالثعابين
يلتفون حول الفريسة بدهاء شديد
فأخشى على الثورة من سمهم المميت
فهم يقاتلون من اجل مذهبهم النفعى الشرير
فلتحيا ثورة الغاضبين المظلومين
وليبارك ربى دماء المقتولين
ولعنة الله على القتلة السفاحين
إلى يوم الدين
ولتنهضوا الآن أيها المصريين
فأمامنا من العمل الكثير
فقد تأخرنا عن ركب الحضارة ملايين السنين
وتركنا النظام البائد فى ركب المتخلفين
بلا علم ولا ثقافة ولا تفكير
فلننفض غبار الجاهلية العظيم
ولنسلك طريق العلم الحديث
هذا هو طريقنا الوحيد
طريقنا الذى ضللناه منذ زمن بعيد
فأرى الآن مستقبلنا العظيم
ولكن علينا الآن بالإخلاص الشديد
وهذه هى حكاية المصريين
بإيجاز شديد
وهذه هى ثورتهم التى سطرها التاريخ
فى ملحمة وطنية لم يسبق لها مثيل
فلا عجب فى ذلك
فهذه هى عادة المصريين

صناع المعجزات فى العصر القديم والحديث

القلم الجرئ..قلم المبدعين والقراء

2 التعليقات:

منى عماد يقول...

وااااااااااو جاااااامد بجد

Unknown يقول...

شكرا يا منى ده من ذوقك بس

Best Blogger TipsComment here