سمعنا فى السنوات الأخيرة عن مناداة المرأة من خلال مجلسى حقوق المرأة وحقوق الانسان فى القاهرة بمنع أو محاولة تقليل التحرش الجنسى بالمرأة من خلال اصدار قانون رادع من مجلس الشعب يعاقب من يقوم بالتحرش بإمرأة. وجاءت هذه الدعوة أو المبادرة بسبب زيادة جرائم التحرش فى الآونة الأخيرة، بالاضافة الى ارتفاع حوادث الاغتصاب، فقد كانت هناك دراسة على هذه النوعية من الجرائم وتوصلت الى ان هناك جريمة اغتصاب كل خمسة دقائق. وقد رأينا الكثير من جرائم التحرش نشرتها الجرائد وفى كل يوم نراها فى المواصلات وفى المؤسسات العامة. والتحرش لا يكون بالجسد انما باللفظ أيضا وهذا ما أقره قانون التحرش أخيرا. هذا فيما يتعلق بالمرأة، وقد تحدث فيه كل أعلام الصحافة والفكر فى مصر ، وقد قُتل هذا الموضوع بحثا. وانا لست فى صدد الحديث عن التحرش بالمرأة، انما التحرش بالرجل. نعم التحرش بالرجل .. ربما قد يستغرب البعض من هاتين الكلمتين ( التحرش بالرجل )
.. لأنه موضوع فى عكس الاتجاه .. موضوع قد يكون طرحه البعض ولكن على استحياء. وقد يقول البعض هل يوجد تحرش بالرجل من قبل المرأة؟- نعم وان كان ظهور هذا النوع ليس بالصورة الواضحة أو حتى بصورة غير تقليدية.
.. لأنه موضوع فى عكس الاتجاه .. موضوع قد يكون طرحه البعض ولكن على استحياء. وقد يقول البعض هل يوجد تحرش بالرجل من قبل المرأة؟- نعم وان كان ظهور هذا النوع ليس بالصورة الواضحة أو حتى بصورة غير تقليدية.
وسأقول لكم بعض الأمثلة من واقع التجارب ولكنها ليست تجارب شخصية_ والحمد لله _ المثال الاول حدث مع أحد الاصدقاء فى أثناء الذهاب للجامعة وليس هناك داعى لذكر اسمه، فقد قامت أحد الطالبات _ مع أن لفظ طالبة لا يصح أن نطلقه عليها _ بالتحرش الجسدى بصديقنا هذا فى وسط زحمة المكان، وما كان من صديقنا هذا الا انه قام بالابتعاد عنها ومضى مسرعا فى طريقه. وقد كان يحكى لى ونحن فى أشد لحظات الاستغراب من هذا الموقف. ولمزيد من التوضيح هذه الفتاة لم تكن من كليته، فهذا التوضيح واجب لن هناك من كليتى من يقرأ هذا. أليس هذا تحرش بالرجل، بل هو تحرش جسدى وليس لفظى.
أما المثال الآخر: فقد كان بزمن بعيد قليلا، كنتُ فى السادسة عشر من عمرى وفى أثناء ذهابى للمسجد مع أحد الأصدقاء الشباب اذا بإثنتين مقبلتين علينا بجوارنا فى الشارع وهم يضحكان كثيرا – ولا أعرف سببا لضحكهما آنذاك- وحينما اقتربا منا فاذا بواحدة منهما تدفع الأخرى ناحية صديقى الشاب واستمرا فى الضحك ومضا فى طريقهما كأن شئ لم يحدث. أليس هذا تحرش جسدى بالرجل.
مثال ثالث وربما يكون أقل فى الخطورة ولكنه أكثر تكررا: حينما تقوم امرأة فى محطة المترو بركوب عربة الرجال وتترك عربة السيدات وهى بالمناسبة دائما ما تكون خاوية أو أقل ازدحاما بكثير من عربة الرجال. فلماذا تركب عربة الرجال؟! ألا يعد هذا تحرشا بالرجال. فحينما تترك العربة المخصصة لها وهذه العربة أقل ازدحاما، وتركب عربة الرجال، يكون هذا تحرشا بالرجال، تماما كما لو فعل رجلا العكس وركب عربة السيدات، ألن يصرخ السيدات ويقولن ان هناك رجلا تحرش بهن. فلماذا لا يكون العكس صحيحا أيضا.
مثال رابع: ألا يعد البناطيل الجينز والملابس الخليعة تحرشا بصريا للرجال .. قد يقول البعض من دعاة التحرر المطلق للمرأة أن من لا يعجبه تلك الملابس فلا ينظر فليغض بصره .. والاجابة بسيطة هو أن هذا الكلام لا يليق بمجتمع شرقى متدين سواء كانوا مسلمين أو مسيحين.
قد يقول البعض أن هذه الأمثلة ليست سوى تجارب أو حوادث نادرة وليست هى القاعدة .. سأقول أنه رغم أن المثال الثالث والرابع شائع كثيرا فى حياتنا، فهناك أيضا بالتأكيد حوادث مثل تلك التى تحدثت عنها وقعت لآخرين ولكن ربما لم يتحدثوا عنها.
وقد يقول آخر أنه ليس هناك سبب لتحرش المرأة بالرجل .. لا، السبب واضح، فسبب تحرش الرجل بالمرأة هو نفسه سبب تحرش المرأة بالرجل .. ألا وهو عدم القدرة على الزواج وهذا هو السبب الرئيسى، وهناك أسباب أخرى بالطبع ولا داعى لذكرها.
ولكن ليس هذا معناه أن كل الفتيات والنساء يتحرشن بالرجال، ولكن هناك الكثير من الفتيات فى مصر وكأنهم ملائكة تمشى على الأرض. فقد شاع بين الجنس الذكورى العربى أن المرأة المصرية هى الأكثر صونا للرجل وحفاظا على بيته. فاذا كان ظاهرة تحرش الرجل بالمرأة هى ظاهرة شاذة على مجتمعنا المصرى، فإن ظاهرة تحرش المرأة بالرجل أكثر شذوذا على مجتمعنا.
والسؤال الذى يطرح نفسه هو هل قام أحد فى هذه الدولة سواء أكان رجال الحكومة أو رجال الدين أو علماء الاجتماع بالقيام بأى شئ فعال للحد من هذه الأزمة الأخلاقية التى تضرب مجتمعنا بقوة؟ - وأترك الاجابة لكم.