7/08/2011

حوار مع منهل أحمد الشيخ

منذ السنة الأولى فى كلية الألسن وأنا اتابع كل الشخصيات الموجودة فى دفعتى، وأخزن تصرفاتهم وأقوالهم فى رأسى، وهى عملية تحدث تلقائيا معى، لأنى ادعى تحليل الآمور الصغيرة والكبيرة ودائما ما أركز على تصرفات من حولى، وشدتنى فتاة بتصرفاتها التلقائية وكلامها التلقائى الشديد، فمعظم من دخل الجامعة بحاول ان يرسم لنفسه وسط اصدقائه شخصية أخرى غير شخصيته، ولكن هذه الفتاة كانت تتعامل مع كل شخص فى الدفعة باحترام شديد مهما يكن، ولو طلب احد منها المساعدة فى أى شئ تلبى طلبه فورا ودون تفكير، فهى شخصية كسبت احترام الجميع طلاب واستاتذة، ليس لتفوقها العلمى فقط، ولكن أيضا لدماثة خلقها وخفة دمها، وحينما تتحدث فلا يشك احد فى صدق كلامها، ولم أرِ فى حياتى اجماع على جمال شخصية أحد كإجماع دفعة ألمانى كلها على شخصية منهل أحمد فتح الله الشيخ، لذلك كان لى معاها هذا الحوار فى كل جوانب حياتها:



منهل أحمد الشيخ: لو نظرنا فى بطاقة هويتك أو الباسبور الخاص بكِ، ماذا سنجد من بيانات عنك؟ وكم عدد الاخوات وما هى اسماؤهم؟   
إذا نظرت فى جواز سفرى ستجد صورة لفتاة مصرية عاشت وتربت في المحروسة ولكنها ولدت فى المانيا واصبحت مزيج يتألف من كلتا الثقافتين. أسمى منهل أحمد فتح الله الشيخ ولدت في  13.5.1989 فى المانيا ومهنتى حاصلة على ليسانس ألسن قسم لغات. لدى والحمد لله 5 أخوات أعتز وأفتخر بهم وأسمائهم كالتالى: إيناس، رشا، محمد، أحمد وسُمية.

عائلة منهل الشيخ

سيدور حديثنا عن مراحل حياتك المختلفة ونبدأ بمرحلة الطفولة
كيف كانت طفولتك؟ 
لكى أكن صريحة معك لا أتذكر الكثير عن طفولتى. أتذكر بعض الأشياء الجميلة المرحة لأنى بطبعى لا أحب أن أتذكر الأشياء الحزينة أو التعيسة فى حياتى. أتذكر أننى كنت أرغب وبشدة أن أكون إما مضيفة طيران أو عارضة أزياء عندما أكبر.بالطبع كان أغلب أحلام الفتيات وقتها أن يكونوا أما طبيبات أو مهندسات أ و ضباط شرطة. كانت أحلامى غريبة ولكننى كنت دائماَ أبحث عن كل ما هو جديد وأنا صغيرة، لذلك ألتحقت بالعديد من النشاطات المبدعة في صغرى مثل فن الطبخ والخياطة وقراءة القصص.

منهل الطفلة


وهل كنتِ طفلة مدللة أم كنت طفلة ذكية ومجتهدة فى الاقبال على العلم أم طفلة عادية تحب الالعاب؟ 
كنت مزيج من الثلاث صفات. فلم أتخلى عن طابع الدلال الدي يتميز به الفتيات ولكننى تعلمت كيف أنظم رغباتى مع ظروف العائلة. فكنت أنتظر يوم مولدى بفارغ الصبر لكى أحصل على فتاة الباربى ذات الشعر الأشقر الطويل لكى ألعب بها. كانت عندى الكثير من اللعب الغريبة والتى تحتاج لتفكير وكثيراَ ما كنت أميل للبزلز أو لعبة الميمورى. كنت كتلميذة مجتهدة في دراستى ولكن بليدة فى الرياضيات. كنت أشعر انه لا يوجد بها فن. ما هى إلا سوى أرقام. وبالتالى كبرت هذه المشكلة معى حتى الثانوية. كنت أعشق اللغة العربية وكنت أحفظ جميع الآناشيد التى كنا ندرسها. كنت أعشق أيضاَ حصة الدين عندما تحكى لنا المدرسة قصة جديدة عن نبى وأعود للمنزل وأتحدث مع أمى عن تلك القصة أو ذاك كيف كانت القصص ممتعة.

ومن هو الشخص الذى كان كان يعلمك ويساعدك على التعلم؟
بحكم عمل أبى كانت أمى هى التى تذاكر معى. كنت أقوم بحل الفروض المنزلية بمفردى وأمى تقوم بتصحيحها. ما أجمل تلك الأيام حيث لم تخلو من الصراخ والشكوى لكثرة الواجبات وصعوبة المواد ولكنها فترة ومرت بسلام.

منهل الطفلة ومامتها


وأى المدارس التحقتِ بها، هل مدرسة لغات أم مدرسة حكومية؟
نحن كعائلة عشنا فترة طويلة فى ألمانيا لأن أبى كان يحضر رسالة الدكتوراه هناك وبالطبع كانت اللغة الألمانية هى اللغة السائدة فى العائلة بجانب العربية التى لم يتقنها كثيراً أخوتى. فأخوتى البنات والولاد عاشوا وتربوا هناك وجاءوا إلى مصر وهم فى سن الخامسة عشر وبالطبع كان صعب عليهم جداً أن يدخلوا مدرسة حكومية لعدم إتقانهم للغة العربية.  وكان وقتها يوجد مدرسة ألمانية فى القاهرة تسمى المدرسة الألمانية الإنجياية. دخل أخواتى المدرسة ولم ينقص سوى أنا وأختى التى تكبرنى بعامين لأننا ولدنا فى ألمانيا ولكننا جئنا صغار إلى مصر. إلا أن امى وأبى رأوا أنه من الظلم إذا دخلت أنا وأختى مدرسة حكومية وباقى أخواتى مدرسة خاصة. فهم كانوا ينظرون دائماً للمستقبل وكيف ستخلق فيما بعد العديد من المشاكل. فرأوا أنه أفضل حل أن ندخل جميعنا المدرسة الألمانية الإنجيلية بالقاهرة. كنا العائلة الوحيدة في المدرسة التى لديها 6 أبناء في هذه المدرسة وجميعهم متفوقون وفى مراحل عمرية مختلفة. وحتى الأن لا توجد عائلة كاملة أولادها يدرسون فى المدرسة الألمانية. فكنا أول وأخر عائلة مثلما نقول. مدرستى كنت أحبها حباً جما. فكانت بيتى الثانى. لم أكرهها يوم. تعلمت فيها دقة المواعيد وإحترام الأخر وعدم الخوف من إبداء راى. تعلمت ان الولد ما هو إلا إنسان مثلى مثله أستطيع أن أتحدث معه وأناقشه وأختلف معه. تعلمت اللغة الألمانية وثقافتها وكيف أستطيع أن أمزج الثقافة الألمانية مع التقاليد المصرية والعربية. كنا نحتفل برمضان وعيد الفصح معاً. كنت أهوى رحلات المدرسة. فأنا أتذكر جيداً رحلة إلى وادى دجلة. نحن كأطفال لم نفهم ما هى وادى دجلة أو أين تقبع. أعتقدنا انه مكان مذهل به حمام سباحة كبير نلعب ونلهو فيه ولكننا أكتشفنا عندما وصلنا أنه مكان فى جبل وكانت مهمتنا ان نجمع القمامة هناك. راح مدرسنا الألمانى والعربي يحدثونا عن أهمية الحفاظ على البيئة وان تلك المهملات تؤثر علينا بشكل أو بأخر وفى النهاية قسمونا إلى عدة فرق ومعنا أكياس زبالة وبدأنا بالفعل فى لم الزبالة وكنت حقيقة مستمتعة للغاية لأننى شعرت ولأول مرة بأننى أقوم بأمر يحافظ على البيئة. كانت رحلات تعليمية ترفيهية لا تخلو من الضحك والمتعة. ما أجمل تلك المدرسة التى لا تزال ذكرياتها تجرى فى عروقى فتنعش ذاكرتى وتجعلنى أحن لأيام الدراسة.

وهل حصلتِ على جوائز فى سن الطفولة؟
نعم حصلت على بعض الجوائز. واحدة مع الفصل وأخرى بمفردى. الجائزة الأولى كانت عبارة عن كأس كبير وشهادة تقدير لكل طالب لأنه كانت تقام مسابقة لأجمل فصل فى المدرسة. أتذكر فصلى جيداً. كان ملئ بالنباتات الجميلة والنوافذ ملصوق عليها صور مختلفة والأرض كانت تلمع من شدة البياض. فكانت جائزة رائعة للغاية.
الجائزة الثانية كانت عبارة عن كتاب ألمانى لأنها كانت مسابقة قراءة. فقد أختارنى المدرس الألمانى لكى أمثل الفصل فى مسابقة للقراءة وأتذكر هذه المسابقة وكيف كان على  فى البداية أن أشرح الكتاب أولا ومن ثم أقرا. وأتذكر رهبة المسرح لأن كل الفصول أو أغلبها كانت تحضر وأتذكر لجنة التحكيم ودقات قلبى التى كانت تتسارع وهدأت عندما أعلنوا المركز الأول وكنت أنا الفائزة. كان كتاب رائع وإلى الأن أحتفظ به وأقراه من حين لأخر.

ندخل على المرحلة الاعدادية
ما هى العلوم التى كنت تفضلينها؟ أو بمعنى المواد التى كنت تستمتعِ بدارستها؟ ولماذا هى دون غيرها ؟ وماهى المواد التى كنت تكرهيها؟
كنت أحب علم الأحياء حباً غير طبيعى . كنت أستمتع بتلك المادة وكيف تبدو خلية  النحل وعظام الحيوانات. كانت مادة مليئة بالمعرفة لآننى أحب كثيراً الطبيعة والكائنات الحية والحشرات ذات الألوان والأشكال الغريبة. فكانت من أكثر المواد المفضلة لى. كذلك كنت أحب مادة اللغة الألمانية. فهى لم تقتصر على القراءة فقط، بل التحليل ومعرفة صفات الشخصيات فى القصص ورأيى فى القصة فكانت تعطينى مساحة كبيرة فى إبداء رأي فى القصة وما إذا كنت متفقة أم مختلفة مع كاتب الرواية. تعلمت من هذه المادة أنه إختلاف الرأى لا يفسد للود قضية. فأنا والعديد من زملائى كانت لنا بالطبع أراء مختلفة ولكننى تعلمت كيف أحترم رأى زميلى حتى وإن لم أكن متفقة معه فى الرأى. من أكثر المواد الغير محببة إلى قلبى هى مادة الفيزياء لأنها ترتبط بالطبع  بمادة الرياضيات التى تمثل الشبح فى حياتى. كنت أكرهها كثيراً ولم أكن متفوقة فيها بالرغم من أن أمى مهندسة وكانت تدرس معى، إلا أننى لم أتفوق فيها بالمرة.

ومن هم أصدقائك المقربين لك فى تلك الفترة؟ وهل هم مازالوا مقربين لك أم أن الزمن كان له راى آخر؟
أفضل شيء فى مدرستى أن أصدقاء الطفولة هم نفسهم أصدقاء الإعدادية والثانوية. فالدراسة فيها متصلة ولم نكن مضطرين إلى تغيير المدارس. من سن الطفولة عندى صديقة عزيزة كثيراً على قلبى وحتى الأن أراها ونظل نتذكر أيام الطفولة والإعدادية ونظل نضحك حتى تملأ الدموع أعيننا. ولكننا أنفصلنا فى الثانوية لأنها أرادت أن تكمل الثانوية الألمانية وأنا أردت أن ألتحق بالثانوية العامة المصرية. كانت لدى أيضاً صديقة عزيزة وإلى الأن أهاتفها ونخرج سوياً. بالطبع الزمن يلعب دور كبير فى حياة الفرد ويجعله ينشغل فى أموره الخاصة ولكننا نحاول جاهدين أن نبقى على صداقتنا. فنحن نادراً ما نعاتب بعض على الإختفاء لأننا مقدرين ظروف الفرد التى تحكم عليه بالإنشغال والإبتعاد.

منهل مع صديقة طفولتها دينا


ولماذا فضلتِ الثانوية المصرية عن الثانوية الالمانية مع ان الدارسة فى الثانوية الالمانية أفضل بكثير من الحكومية؟ 
فضلت الثانوية المصرية لثلاثة أسباب:
أولاً لأننى كنت أريد أن انهى دراستى فى المدرسة وكنت متلهفة للغاية لبدء شطر جديد فى حياتى. فالثانوية المصرية سنتان أما الألمانية ثلاث سنوات.
والسبب الثانى أنه إذا كنت أكملت الثانوية الألمانية فكان على أن أقوم بمعادلة كى أدخل جامعة حكومية.
والسبب الثالث أن الذين يقومون يإختيار الثانوية الألمانية وأرادوا فيما بعد أن يدرسوا بجامعات حكومية، فكان هناك مكان واحد فقط لهم فى الجامعات الحكومية. بمعنى تخيل أننى حصلت على مجموع 96% وزميل أخر حصل على مجموع 95.5% وكلنا أردنا دخول كلية الهندسة، فسيتم إختيارى أنا فقط لأنه حسب القوانين لدي الكليات المصرية هناك مكان واحد فقط شاغر للطلاب الحاصلين على شهادة الثانوية الألمانية. فلم أرغب فى أن أضع نفسى فى موضع كهذا. بالطبع لدى الثانوية الألمانية العديد من المميزات ولكننى راضية تماماً بنصيبى.

هل حصلت على جوائز فى تلك الفترة؟
لم أحصل على جوائز فى تلك الفترة إذا لم تخونى ذاكرتى ولكننا فى الفصل قمنا بعمل رائع فى حصة الرياضيات. فى هذه المرحلة كان مدرس الرياضيات من أروع المدرسين الذين رأيتهم فى حياتى ،كان مبدع فى مجاله. فى هذه المرحلة كنا قد درسنا التفاضل والأشكال المختلفة. فجاء المدرس بفكرة رائعة وهو أن نقوم بعمل كراس صغير لتلك الأشكال ونقارنها بأشياء موجودة على أرض الواقع. كانت فكرة رائعة خلاقة ولا أزال أتذكر شكل هذا الكراس جيداً.

ما هى الذكريات الجميلة التى عشتها فى تلك المرحلة؟ وهل كانت هناك ذكريات مؤلمة؟
كانت من أحلى أوقات حياتى أيام الإعدادية. فأنا أتذكر مقالب كثيرة قمنا بها ولا أزال أضحك عندما أتذكرها. كنا "عيال عفاريت" مثلما نقول بالبلدى. كانت توجد ذكرى وحيدة مؤلمة عندما سافرت إحدى صديقاتى إلى ألمانيا للأبد وبكيت كثيراً لفراقها.

ممكن تذكرِ لى احد هذه المقالب؟
فى صباح يوم بارد كانت لدينا أول حصة فرنساوى، وكان كل الطلاب يشعرون بحالة من الملل والزهق  ولا يرغب فى الإستماع. كانت المدرسة تشرح الدرس على الصبورة فقامت إحدى التلميذات بأخذ مفاتيحها جميعها وتسللنا واحد واحد خارج الفصل وأغلقنا الفصل عليها. خرجنا ونظرنا لها من فناء المدرسة وظلت المدرسة تضحك وتصرخ بأن نعيد لها مفاتيحها وندخل الفصل مجدداً. وبالفعل فتحنا لها الباب وجلسنا. بالطبع سمعنا منها اللوم ولكنه كان موقف مضحك للغاية.

موقف ثانى: فى الصف الرابع الإبتدائى كان عندنا مدرس مواد إجتماعية كان بدين ولكن دمه عسل. كنا نحبه كثيراً وفكرنا فى عمل مقلب له. فقمنا قبل الحصة بإحضار كرسى مكسور كان موجود فى نهاية الفصل وقمنا بإخفاء كرسيه الأصلى داخل إحدى الغرف المجاورة. وعندما جاء جلس على هذا الكرسى ووقع وقال أثناء وقوعه: أووووووووووبببببببببببباااااااااااااااااااااااااااااااا. ضحك الفصل كله لدرجة أننا لم نستطع إكمال الحصة.

 موقف ثالث:كنا فى أول يوم فى الدراسة وكنت وقتها  فى الصف الثانى الإعدادى. دخل المدرس الألمانى الفصل وبدأ يقرأ أسمائنا من اللأئحة لكى يتعرف علينا. فقرأ جميع الأسماء صح وعندما جاء عند أسمى تنهد قليلاً وقال بصوت عال: منكل الشيخ. قال: أين منكل الشيخ؟ أخذت أنا والفصل نضحك كثيراً وأردت أن أقول له: "لا ، لحد هنا وأوقف. أيه منكل الشيخ دى؟ جديدة فى السوق" ومنذ ذلك الحين أصبح دلعى "منكل". لم يستطع المدرس قراءة أسمى فجاء بهذا الإسم التحفة.


ولماذا لم تتطلبِ العيش فى ألمانيا للأبد مثل صديقتك؟
لأننى لم أرغب فى العيش بألمانيا. كانت أمام عائلتى الفرصة لأخذ الجنسية والإستقرار هناك ولكننا رفضنا. لا أعرف حتى الأن سبب الرفض ولكننى أعتز ببلدى الأم مثلما أعتز بألمانيا. وحتى الأن تأتينى العديد من الفرص للدراسة بألمانيا لكننى لا أرغب. للأسف الشديد ينظر العديد من زملائي بالجامعة إلى ألمانيا بأنها بمثابة الحلم الجميل الرائع، حيث يعتقدون بأنهم هناك سيتفوقون ويتقنون اللغة إتقان تام ويعتقدون أن ألمانيا تفتح لهم ذراعاتها وتقول لهم هلموا أين كنتم. ولكنهم للأسف لا يدرون الواقع. العيش فى ألمانيا صعب إذا كنت بمفردك. بالطبع ستستحمل إذا لديك هدف ولكن الغربة والوحدة تقتل دون أن تشعر بها. الألمان بطبيعتهم شعب يعمل مثل الماكينة، لا يعرف الهزار فى العمل. ليس كل المصريين سيستطيعون العمل بكفاءة الألمان هناك ليس لقلة خبرتهم أو كفاءتهم، لا ولكن لقلة صبرهم والملل بسرعة. كذلك تخلو الحياة من الجو الذى تربينا عليه نحن فى مصر وهو الجو الأسرى وجو الأصدقاء والمشورة. كنت السنة الماضية فى كورس ترجمة فى مدينة صغيرة للغاية تكاد تكون كفر وأسم المدينة جرمزهايم. أمضيت هناك ثلاث أسابيع رائعين تعلمت فيهم الكثير وتعرفت على ثقافات وأشخاص جدد. ولكننى أحلف أننى كل يوم أثناء ذهابى للجامعة لم أرى شئ مختلف فى المدينة. كل يوم ما عدا يوم الأحد أرى البائعين بنفس الطريقة فى محلاتهم، بائعة الحلوى هى هى نفسها لا تتغير. بائعى الزهور وبطاقات البريد يقفون يومياً فى أماكنهم بنفس الورود. كنت أشعر بأننى في فيلم " The Truman Show” للممثل جيم كيرى. فى حالة واحدة سأسافر إلى ألمانيا إذا شعرت بأن هناك شئ أرغب حقاً فى دراسته ولا يتوافر فى بلدى فى هذه الحالة سأستحمل كل شئ من أجل حلمى. وفيما يخص اللغة صحيح أنه إذا عشت بألمانيا ستتحسن لغتك، ولكن لا تغفل الإجتهاد الشخصى. فهناك  فرق بين لغة الشارع ولغة الكتب. وسواء كنت هنا أو هناك عليك أن تبذل بنفسك كل الجهد لكى تثبت نفسك، فالمعرفة لا تأتيك على طبق من ذهب. أنا أعشق ألمانيا بمعنى الكلمة. أعشق مدنها الخلابة المليئة بالمناظر الطبيعية. أعشق شوارعها النظيفة وهواءها المتقلب. أعشق أن أخذ كتاباَ وأجلس فى الحديقة وأستمتع بالهواء النقى وأكل الكرز والتوت، أعشق شعبها الذى ورثت عنه الكثير حتى أتذكر أن أحد أصدقائى قال لى: منهل أنت فى مواعيدك مثل الألمان. أنا أحب ألمانيا مثلما أحب مصر ولكن العيش من دون الأهل والفراق عموماً صعب.

ما هو الحدث الذى لا ينسى فى تلك الفترة؟
كان هناك حدث لا أستطيع أن أنتزعه من مخيلتى. فى أولى إعدادى  كان معنا صبى فى الفصل شقى كثيراً ويحب المقالب. كانت مدرستنا تطل على بعض المنازل القريبة جداً من سور المدرسة. فى يوم تجمع الصبى معنا فى الفصل وقال لنا أنه أحضر معه من المنزل بيض ويريد أن يلقيه على تلك المنازل. بالفعل فى الفسحة الكبيرة وفى غفلة المشرفين ألقى بالبيض على تلك المنازل ونحن من كثرة الضحك لا نستطيع أن نقف فى أماكننا. بالطبع أشتكى أحد ملاك المنازل لأنه رأه من خلف النافذة  وعوقب الفتى وقتها ولكنه فعلاَ كان فى هذه المرحلة أمر مضحك للغاية. كنا على مر السنين من أشقى الفصول فى المدرسة ومعروفين بمقالبنا وعدم الإصغاء لمعلمينا. كنت ولا أزال أعشق كل فرد فى هذا الفصل.
الأشقياء العفاريت: فصل منهل

هذا هو المقلب الذى فعله الفتى، فما هو المقلب الذى فعلتيه أنت بحكم كونك من فصل الاشقياء؟
أنا لم أكن أفعل شيئاً كنت " أزيط فى الزيطة" مثلما نقول. لما يوجه لى يوماً لوم أو عتاب أو شكوى، ولكن إذا عوقب الفصل كله بالطبع سيسود هذا على جميعنا.أشتكى أحد ملاك هذه المنازل وعوقب الصبى ولكنه كان ع


من هو معلم الذى كان له تأثير على حياة منهل العلمية؟ وكيف أثر فى دراستك وحياتك عامة؟
فى العموم كان هناك الكثير من المدرسين الذين شكلوا شخصية منهل. فأخذت منهم حبهم للعلم، الإصغاء للأخر، الإبداع فى عرض المعلومة، إستخدام كافة الطرق لتوصيل المعلومة. أن أتحدث بوضوح ولا  أكون خجولة أو أستحى من إبداء رأي. وفهمت معنى المثل الذي يقول: "لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد". فكنت أحرص على إنهاء فروضى فى وقتها وإلى الأن أقوم بذلك وحتى فى الكلية أثار هذا بعض إندهاش زملائى.

أما مرحلة الثانوية: وهى المرحلة التى تمثل قمة المراهقة
كيف كانت الحياة بالنسبة لك فى تلك المرحلة الحرجة فى عمر اى شخص؟ هل كنت متمردة مثل كل الشباب فى تلك المرحلة؟ أم كنت تلك الفتاة الهادئة الخجولة؟ ام كانت الحياة بالنسبة لك كسابق عهدها معك ولم يكن هناك اى أختلاف سواء فى طريقة تفكيرك أو تصرفاتك؟
كانت مرحلة الثانوية لا تختلف كثيراً عن غيرها، فأنا بالطبع مررت بمرحلة المراهقة ولكنها مرت مرور الكرام مثلما نقول. لم أختلف كثيراً. ظللت منهل تلك الفتاة التى تعشق الضحك وتحب أصدقائها ومجتهدة فى دراستها ولم ألتفت وقتها إلى ما يفعله الفتيات الأخريات أو قصص حبهم ولكننى كنت أعشق الموضة وأحرص دائماً على إرتداء ما يناسب شخصيتى ويعكس إطلالتى.


وما هى الملابس التى تفضلينها التى تعكس شخصيتك؟وما هى مواصفاتها؟
أنا أعشق كل ما يعكس الثقة بالنفس. أعشق الألوان الزاهية ولم أكن أميل للأسود لأنه يدل على الإنطواء والوحدة. كنت أتفنن فى إرتداء الملابس المناسبة مع الطرح الملونة التى نالت إعجاب بعض مدرسي. فلم يكن لدينا زى موحد. كنا نرتدى ما نرغب فى إرتداءه. كنت أهتم كثيراً بالإكسسوارات بوصفها الصديق المقرب للفتيات. كانت إطلالاتى مختلفة تتسم بالإحتشام ولكن عصرية حتى نلت فى مرة لقب من صديقتى "منهل= أجمد لبس فى الدنيا". لا أزال أبتسم كلما تذكرت هذه الجملة.
منهل الشيخ

مَنْ مِنَ المحيطون بك كان يتنبأ لك بنبوغك وكان دائما يمدح فى تفكير وذكاء منهل الشيخ؟
تفكر قليلا... سؤال صعب لأننى لا أتذكر شخص للأسف. بالنسبه للذكاء  والنبوغ كنت أحرص دائماً على تحفيز نفسى ولا أنتظر المدح من أحد، لأننى أؤمن وبشدة إذا وثقت فى نفسى وفيما أفعله فسيأتى  يوماً  يثق الناس في ويؤمنون بقدراتى. هذا لا يدل على عدم تشجيع عائلتى لى. فعائلتى لها فضل كبير على وجميع ملاحظاتهم كنت أخذها بجدية وأستوعبها سواء كانت نقد أو مدح. لم يكن أحد يعتقد بأننى سأكون تلك الشخصية التى أنا عليها الأن.

ولماذا لم يعتقد احد انك ستكونين تلك الشخصية؟ هل لأنك خالفت كل التوقعات، وأصبحت شخصية مختلفة؟
الكثير من المحيطين بى كانوا يعتقدون بأننى سأتحول لأكون تلك الفتاة المدللة التى تطلب فيأتيها كل شيء بوصفى أصغر أخواتى. ولكننى أثبت العكس. لم أكن تلك الفتاة المدللة. كنت مثل جميع أخواتى أتحمل المسئولية الكاملة عن تصرفاتى. كانت كل قراراتى نابعة من داخلى فلم يكن أحد يفرض رأيه فى العائلة لمجرد أنه الأخ أو الأخت الأكبر مثلاً. أحب ما أنا عليه ولا أغير نفسى كى أعجب أحد.

والسؤال المعتاد: من كان استاذك المفضل لك؟ وما هى موادك المفضلة؟
لم يكن أستاذ بل أستاذة. كانت مدرسة الفلسفة والمنطق فى المدرسة. كان عمرها يزيد عن ال70 وكانت شديدة للغاية ولم يحبها أحد من التلاميذ. ولكنها كانت فى تلك المرحلة تثير إهتمامى لمعرفة علم المنطق وما هى الفلسفة وكيف كان يقكر الفلاسفة. أحببت معلمتى كثيراً وأحببت تلك المادة للغاية وتفوقت فيها.

ما اكثر قضية جدلية فى الفلسفة أحببتيها وأحببتِ المناقشة فيها؟
تفكر.... لآ أتذكر حقاً أى قضية لكثرتهم. ولكننى أحب تفكير الفلاسفة وكيف كان يتم نقدهم كثيراً ولكن بالرغم من ذلك لم يهتزوا وثبتوا على موقفهم حتى أتضح أنهم الصح فى النهاية.

وماهى كانت احلامك فى ذلك الوقت؟
كانت أحلامى فى تلك المرحلة أن ألتحق بالجامعة الأمريكية بالقاهرة لكى أدرس إدارة الأعمال وفن التسويق. كنت وبشدة أرغب فى أن أصبح سيدة أعمال تفهم فى البورصة وتدير مشاريعها  وكنت أيضاً أرغب فى أن أكون مذيعة مشهورة تتحدث وتتحاور وتجادل ولكن الله سبحانه وتعالى يختار للإنسان أفضل شيء ولا نستطيع أن نغفل دور التنسيق فى هذه المرحلة.

أتريدِ أن تقولِ ان التنسيق هو ما منعك من إلتحقك بالجامعة الامريكية؟ أهذا هو السبب الوحيد؟
لا ليس فقط التنسيق ولكن أيضاً مادة الرياضيات. قبل النتيجة توجهت مع أبى وأمى إلى الجامعة الأمريكية وسألت عن دراسة إدارة الأعمال وفن التسويق وأتضح ان فيها الكثير من الإقتصاد والإحصاء  وأمور معقدة ولن أنجح فيها إذا دخلتها. فما كان لى إلا أن أنتظرت نتيجة التنسيق ودخلت كلية الألسن. لكى أكون صريحة معك كنت أكره كليتى فى البداية وبشدة. كنت أبكى بدل الدموع دم وكل يوم فى خلافات مع أمى بسبب الجامعة. فقد كان عالم غريب على. عالم يخلو من أصدقاء الطفولة وجو المدرسة. عالم أرى الناس فيه تتدافع لنقل جدول الدراسة. لم أكن أفهم سبب تدافعهم الشديد على الجدول. كنت خائفة، مرعوبة من كل ما هو جديد فى الكلية. ولكن العقدة أنفكت والحمد لله.

هل أحببتِ شخص فى تلك المرحلة التى تمتاز بالعواطف القوية المندفعة؟
نعم أعجبت مرة واحدة بشخص ولكنه كان إعجاب من طرف واحد وكلما أتذكر هذه المرحلة أبتسم وأضحك على تصرقاتى أيام تلك المرحلة. لم تكن هناك العواطف الجياشة التى كانت السمة الأساسية لتلك المرحلة ولكنه كان الإعجاب بالعقل والفكر والأخلاق والمعاملة.

وما الذى أعجبكِ فى هذا الشخص دون غيره؟
لا تعليق

وما هى أفضل ذكرياتك فى تلك المرحلة وأسوأ ذكرى فى تلك المرحلة؟
أفضل ذكرياتى عندما حصلت على شهادة الدبلومة الألمانية وكنت ثانى أفضل واحدة فى الفصل من حيث الدرجات والأداء. كنت فخورة كثيراً بنفسي وفخورة بأن عرضى وعملى نال إعجاب جميع لجنة التحكيم. أسوأ ذكرى هو ترك مدرستى التى عشت وتربيت فيها. كانت من أسوا أيام حياتى، بكيت كثيراً. لم أكن أتخيل بأننى سأترك المدرسة وأنتقل لعالم غريب عنى. فالمدرسة كانت عالمى، مجتمعى، فيها أشخاص أحبهم وأقدرهم. فيها أساتذتى الذين شكلوا شخصيتى. فيها جميع ذكرياتى. هنا فى المدرسة جاء الرئيس الألمانى لزيارتنا وأشاد بالدور العظيم للمدرسة. هنا أحتفلت بأعياد الميلاد المجيد وبرمضان والفوانيس. عشت فيها أيام جميلة وأخرى حزينة. ندمت عندما كنت أتمنى قديماً اليوم الذى أتخرج فيه من المدرسة. لم أرغب فى التخرج. كنت أقول لنفسى لماذا لم أكن طفلة فاشلة تعيد السنة لكى أستمتع أكثر بمدرستى؟ المدرسة لم تكن بناء كبير فقط، بل كانت أسرتى، حياتى، الهواء الذى كنت أستنشقه. ما أصعب تلك الأيام حقاً.

كيف كانت علاقاتك بأصدقائك وبزملائك فى المدرسة؟
لم أكن أحب أن أكون الفتاة التى تسلط عليها الأضواء. كنت الفتاة العادية المرحة وعلاقتها طيبة مع جميع زملائها. لم أكن أكره أحد. كنت أحب الجميع ونتبادل أطراف الحديث فى شتى المواضيع.

ماهى أكثر المواضيع التى تناقشت فيها مع أصدقائك واختلفتم فيها؟
أكثر المواضيع بالطبع مستقبل كل واحد منا. ماذا نرغب فى دراسته، ما هى أفضل الجامعات. وكنا نضحك كثيراً على الدروس الخصوصية وخطط كل أستاذ فى المنزل وتوقعاته التى "متخورش المية". عالم الدروس الخصوصية كان عالم جديد علينا كلنا لآننا كنا نادراً ما نأخذ هذا الكم الهائل من الدروس فى المدرسة.

ما هو أكثر شئ توصفه منهل بالجنون فى تلك المرحلة؟
كلمة "الجنون" لا تعبر عن ما كنا نفعله. تخطينا مرحلة الجنون. أصبحنا عبء على المدرسة من كثرة مقالبنا. فنحن خرجنا عن السيطرة. فى هذه المرحلة كانت الوزارة المصرية هى المسئولة عنا بوصفنا تابعين للثانوية المصرية  والمدرسة كانت بالنسبة لنا ما هى إلا مكان نتقابل فيه نضحك سوياً ونلعب فيه. عندنا فى المدرسة يوم للجرى فقط. حيث تتجمع المدرسة بأسرها على ملعب المدرسة وجميع الفصول تجرى بإنتظام وفى النهاية تحصل الفصول التى حققت أكثر دورات فى الجرى على كأس وميدالية. وهناك تقليد معروف أن فصول الثانوية الألمانية والمصرية يقومون بالتنكر لأنها أخر سنة لهم بالمدرسة. فمثلا يتنكرون فى هيئة رجال الغابة أو فرح شعبى وهكذا. جلس فصلنا يفكر كثيراً ماذا سنفعل. نحن نرغب فى شيء جديد مبتكر ولكن فى نفس الوقت شيء مضحك. قررنا أن يتنكر الشباب فى زى مسجونين ونحن زوجاتهم يصوتون ويبكون عليهم لأنهم يترحلون للسجن. وبالفعل أجرنا بوكس كبير وأحضرنا لبس السجن والجلابيب والمناديل أبو قويا ودخلنا فجاة على الملعب وظل الجميع يضحكوا وأستمتعوا كثيراً بالعرض.
منهل وأصدقائها البنات فى زى التنكر 
المساجين يبتسمون فى لقطة تذكارية قبل الترحيل

ما هى نتيجتك فى الثانوية؟
فى المرحلة الأولى حصلت على مجموع 96.5%. كنا وقتها فى مارينا وبالطبع كانت جميع شبكات المحمول مشغولة. لحظى كان أخويا الكبير فى القاهرة فأعطته أمى رقم جلوسى وقالت له أن يبحث عن نتيجتى فى الإنترنت. بعض مرور ساعة هاتفنا وقال لأمى: أأنت متأكدة من رقم الجلوس؟ فمنهل لا تستطيع أن تكون قد حصلت على 96% . لم يكن يصدق وكذلك أنا. فى المرحلة الثانية حصلت على مجموع 92% وكان مجموعى الكلى 93.7%.

لماذا تضحكِ؟ ولماذا لم تكن مامتك تتوقع هذا المجموع؟ هل لأنك لم تأخذ الدراسة على محمل الجد من وجهة نظرها؟
أضحك لأننى لم أتوقع أبداً أن أحصل على 96% ليس لأننى فاشلة أو شيء ولكننى بطبيعتى لا أبه كثيراً بالدرجات وأؤمن بقدرات الفرد. كانت فى المدرسة التى نمتحن بها أولياء أمور لا ينامون من كثرة القلق. أما أمى فكانت تأخذ الأمور ببساطة وتقول لى دائماً: الإنسان لا يأخذ أكثر من نصيبه. وصدقت أمى عندما قدر الله تعبي وجهدى
لآنها كانت أول سنة أدرس فيها المواد جميعها باللغة العربية. فى المدرسة ومن سن الطفولة كانت جميع المواد باللغة الألمانية ما عدا اللغة العربية وحصة الدين. حتى حصة الألعاب كانت بالألمانى.

هل شاركتِ فى أية نشاطات فى المدرسة؟
أيام الثانوية لم أشارك فى أية نشاطات بسبب المذاكرة والدروس الخصوصية ولكننى كنت أقرا كثيراً قبل النوم لكى أريح أعصابى. فالقراءة كانت تساعدنى على النوم.

كيف تعاملتِ مع المدرسة الحكومية والمدرسين فيها، وما الفارق بين المدرس المصرى والمدرس الألمانى؟
 لم أدخل المدرسة الحكومية سوى لتأدية إمتحانات الثانوية العامة وكانت المدرسة فى الدقى وكانت مدرسة إعدادية بنين. فى أول إمتحان وكانت المادة وقتها اللغة العربية أستغربت كثيراً من شكل الفصل. فالكرسى ملصوق بالطاولة ولا يوجد مساحة لتحريك الأرجل وقلة المراوح والنوافذ. شعرت بأننى أختنق وواحد من زملائي فى المدرسة أحضر معه مخدة ليجلس عليها طوال باقى الإمتحانات. كانت فترة جميلة ولكننى حزنت على شكل تلك المدرسة وخلو فنائها من أى لعبة مسلية أو حتى نجيلة يستطيع الولاد لعب كرة القدم عليها. الفارق بين المدرس الألمانى والمصرى كالفارق بين الشمس والقمر. المدرس المصرى متقيد دائماً بالمنهج والكتب أم المدرس يطلق لنا الحرية فى إختيار كلمتنا وأراءنا مع التقيد بالتأكيد بالمنهج ولكن ليست بنفس طريقة مدرس العربي. كنت أعشق حواراتى مع أساتذتى الألمان حول الفرق بين الأديان وما يجمعهم، أهمية الحجاب بالنسبة للمرأة المسلمة والعديد من المناقشات الجميلة والممتعة.

المرحلة الجامعية من أهم المراحل فى حياة الانسان
لماذا دخلت كلية الألسن؟
كانت كلية الألسن إختيارى الثالث بعد سياسة وإقتصاد وإعلام وبالطبع لم أُحصل لا إعلام ولا سياسة وإقتصاد وتبقت لى كلية الألسن. أتذكر جيداً أننى كتبت فى ورقة الرغبات بالضبط 5 كليات لا أكثر ولا أقل. أخترت الكلية لأننى كنت أعشق اللغة الألمانية ولم أكن أرغب فى فقدان هذه اللغة التى أتقنها ودخول شيء يجعلنى أتلاهى عن تلك اللغة الغنية والمثيرة، كذلك كانت أختى رشا من خريجى كلية الألسن ونصحتنى بها إذ أنها واحدة من كليات القمة مثلما نقول.
زملاء منهل الشيخ فى كلية الألسن وبينهم د/ ضياء

وقبل دخولك الكلية، ما الذى كنت تتوقعينه فى تلك الكلية ولم تجديه؟
الأفضل لك ألا تسألنى هذا السؤال لأنك ستصاب بصدمة. كنت أعتقد من حيث الشكل والهيئة أنها تشبه مدرستى. بالطبع ستكون الفروق بسيطة ولكن ما هى المشكلة؟؟ توقعت غرف مجهزة بكل التقنيات الحديثة. يوجد بها مراوح كبيرة بيضاء فى السقف والنوافذ مخصصة لإمتصاص أشعة الشمس الحارة. كنت أعتقد أن بها كراسى وطاولات مستوردة نظيفة لا يمكن أحد الكتابة عليها لأننا فى مدرستنا كنا نعاقب بدفع 20 يورو إذا كتبنا على الطاولات. كنت أعتقد شيء أخر تماماً. من حيث هيئة التدريس كنت أتخيل بأنهم يتحدثون اللغة الألمانية بطلاقة ويسيرون على النهج الألمانى من حيث المعاملة وطريقة التفكير. لكى أكون صريحة هناك بعض الأساتذة فى المرحلة الدراسية الأولى كانوا حقاً رائعين ولكن السبب كانت تكمن فى الطلاب مش فيهم. بالنسبة للطلاب: لم أتوقع هذا الكم الهائل من الطلبة الذين يريدون حقاً تعلم اللغة الألمانية. كنت أتخيل بأنهم يتحدثون اللغة الألمانية بشكل جيد ويستطيعون من أول حصة أن يديروا حوار ولكننى أكتشفت فيما بعد أنهم درسوا اللغة الألمانية في مراحل متأخرة من عمرهم. كنت ساذجة للغاية وتوقعت الكثير ولكن بمرور الوقت يتأقلم الفرد مع بيئته ومحيطه الجديد.

وما الشئ الذى لفت نظرك فى أول مرة تدخل فيها تلك الكلية؟
كمية الفتيات المنتقبات أثاروا إهتمامى وبشدة. كنت أشعر بشعور مختلف. نادراً ما أرى هذا الكم الهائل من الفتيات المنتقات مجتمع فى مكان واحد. كذلك أثار إهتمامى الطلاب الذين يأتون للجامعة ومهعم العديد من الحقائب. لم أفهم فى البداية سبب جلبهم لهذه الحقائب ولكن أمى قالت لى بأنهم يتركون عائلاتهم وأهلهم الذين يقطنون فى محافظات أخرى ويأتون للقاهرة لدخول الجامعة. كنت فخورة ولا أزال فخورة بهؤلاء الطلاب. فهم تركوا كل شيء خلفهم وجاءوا للمحروسة لتلقى العلم. لهم فائق إحترامى وتقديرى.

ما اكثر شئ لم يعجبك فى الكلية؟
قلت لك من قبل بأننى نادراً ما أتذكر اللحظات التعيسة أوالحزينة وأنا بطبعى أستطيع التأقلم مع كل شيء من حولى ولكن بالطبع يوجد بعض الملاحظات التى أرى من وجهة نظرى مهمة.
من حيث ما يسمى با"لأحكام المسبقة": أكثر ما أزعجنى فى السنة الأولى والثانية أن الكثير إن لم تكن الأغلبية من الطلبة كانوا  يعتقدون بأننى مغرورة و"شايفة نفسى" لمجرد أننى أتحدث اللغة الألمانية وخريجة أفضل مدرسة موجودة فى الشرق الأوسط (بالمناسبة المدرسة الألمانية هى أفضل مدرسة ألمانية  خارج ألمانيا فى الشرق الأوسط). كنت الاحظ نظراتهم لي وصور التعجب تعلو وجوهم عندما أتحدث. أنا أتفهم موقفهم جيداً ولكن أحزننى أنهم حكموا على من الغلاف دون أن يبذلوا بعض الجهد لمعرفة شخصية منهل الحقيقية. ومن أطرف الأحكام بأننى عندما أدخل المحاضرة لأ أقبل ال150 فتاة الجالسين قى مقاعدهم ولأ أقبلهم بأربع قبلات!!!!!!!!!!!!!!!! هل رأيت فى حياتك نقد أظرف من هذا؟ ضحكت كثيراً عندما سمعت هذا من أحد أصدقائى وقلت له صراحة: أنا لا أتى للجامعة لأقبل بل لأتعلم. كانت أحكام قاسية ولكننى لم أبه للأننى ظللت أقول  لنفسى بأنهم سواء الأن أو لاحقاً سيكتشفون شخصيتى وفى هذه الحالة سيضحكون على أنفسهم عندما كانوا يتفوهون بمثل هذا الكلام.
فيما يخص الطلبة: الطلبة بصراحة شديدة دون تجمل يرغبون الحصول على المعلومة على طبق فضى أو إجابة"سلاح التلميذ" النموذجية. كان الطلبة دائماً يتبعون هذا المنهج من نعومة أظافرهم بسبب المنظومة التعليمية الخاطئة التى قضت على موهبة الفكر والإبداع عند الطلبة. كل ما كان يفعله الطالب قديماً هو شراء كتاب"سلاح التلميذ" أو "الأضواء" ويخرج منه الإجابة. أنا لا أريد التعميم ولكن الكثير عاشوا حياتهم التعليمية بهذا الشكل. ولهذا واجهوا العديد من التحديات فى الجامعة. أنا أتذكر أن مادة "النصوص" فى السنة الأولى كانت مادة"الجحيم" بالنسبة للطلبة. العديد كرهوا هذه المادة والبعض لم ينجح فيها. لماذا؟؟؟؟ لأن الدكتورة كانت تعطينا النصوص أو القصص وتجعلنا نبحث فى الإنترنت على صفات الشخصيات مثلا أو راينا فى القصة وهكذا. أين سلاح التلميذ أين الأضواء؟؟ لا شيء. أنت والقصة والإنترنت. أمر صعب ولكن هذه هى الطريقة الصحيحة للتعلم. أن تبحث وتشقى وتبحث وتشقى مرة أخرى للوصول إلى المعلومة. أن تستخدم نعمة العقل التى أعطاها الله لك لتفكر وتبدع وتعتمد على ذاتك. فى أخر السنة الأولى كنت أرى طالبات من مجموعات أخرى يطلبون منى كراستى لنقل المعلومات والمحاضرات. أعطيت كراستى لكل من طلبها بالرغم من أننى تعبت وبحثت مطولاً فى الإنترنت لكى أجد المعلومة. ولكن ماذا كنت أفعل عندما يقترب موعد الإمتحان؟ كنت أترك كراستى التى نقل منها الجميع على جنب وأبدأ من أول وجديد  فى البحث عن معلومات جديدة أو صفات شخصية جديدة لم أكتشفها قديماً. كنت أتعب ولكننى فعلت هذا وتفوقت وساعدت الأخرين ولكن للأسف بعد ظهور النتيجة لم أسمع كلمة" شكراً" من أحد. بالطبع أصدقائى لهم معاملة خاصة لأنهم أصدقائى حقهم على أن أساعدهم وقت الشدة ولكننى فى هذه النقطة أتحدث عن الأشخاص الغرباء تماماً عنى و الذين يأتون ليسألوننى.
فيما يخص الأساتذة: هذا ليس نفاق أو كذب ولكن كل أستاذ من أساتذة كلية الألسن قسم اللغة الألمانية متميز عن غيره وترك علامة مميزة  إما فى عقلى أو قلبى. كنت أعشق الأساتذه وهم كانوا "أتمنى أن يزالوا" يحبوننى أيضاً. ليس لأننى خريجة المدرسة الألمانىة مثلما أعتقد البعض، لا، ولكن بسبب إجتهادى وحرصى على التعلم والحصول على أعلى الدرجات. كنت حريصة على ألا أتي يوماً متأخرة على المحاضرة لأنى تعلمت فى المدرسة أن أمر كهذا يدل على عدم إحترامى للمدرس. بالطبع كنت أتأخر إذا كان هناك  أمر جعلنى أتأخر وليس السبب فى يدى. كانت كراستى نظيفة مرتبة يستعينون بها الأساتذة إذا أرادوا تذكر أخر شيء أخذناه فى المحاضرة السابقة. لم أعامل أستاذ على أننى أريد أن أمتص منه معلومة أو يقع بلسانه لكى يقل لى ماذا سيأتى فى الإمتحان، لا كنت أراهم ولا أزال أراهم رسل جاءوا لتعليمنا وتثقيفنا ويجعلونا أشخاص أفضل. أنا أحب جميع الأساتذة ولا أزال أتذكرهم بالخير وحرص على رؤيتهم عندما أذهب للجامعة. ليس هناك أمر من الأساتذة جعلنى أتضايق، بالعكس كنت أشعر بأننى أبنة كل واحد منهم.

بالنسبة للطلبة الذين كنت تساعديهم، لماذا كنت تساعد أولئك الطلبة، هل لأنك تشعر بالحرج عندما يطلب منك أحد شئ وترفضينه؟ ألا تحدثك نفسك بان هذا هو مجهودك وعلى الكل أن يجتهد مثلك وليس من حق أحد أن يحصل على ما وصلت اليه من خلال تعبك وجهدك؟ وأن هناك فرق بين ما يقوله الدكتورالذى من الممكن أن يحصل عليه أى شخص اما مجهودك واجتهادك فهو يخصك وحدك؟
كنت أشعر بالحرج وأشعر أيضاً بظروفهم. أنا كنت أحزن قليللاً عندما أرى أشخاص بالكاد يحضرون ويأتون فى أخر السنة ويطلبون محاضراتى. هذا أكثر شيىء كلن يضايقنى. لم تكن معلوماتى تختلف كثيراً عن ما يقوله المحاضر بل أنها كثيراً ما تتشابه. الفرق الوحيد أننى أجمع تلك المعلومات تحت سقف واحد بطريقة منظمة تساعدنى فى المذاكرة. كنت أرغب حقاً فى أن يتعلم الناس كيفية التعامل مع الإنترنت لكى يستطيعوا فى المستقبل إستخدامه إستخداماً صحيحاً وليس فقط للعب والشات وتنزيل الصور على الفيس بوك. النت أصبح أمر من المستحيل الإستغناء عنه ولو فكروا هؤلاء الأشخاص فى البحث ولو مرة فى جوجل عن أصل قصة صدقنى سيجدوا الكثير ليتعلموا منه ويفيدوا به الأخرين.

أما بالنسبة للطلبة، ألا تجد أن حكمك قاسى قليلا على الطلبة وخاصة أنه كان بالكلية دكاترة ليسوا مؤهلين للتدريس ولا تعرف حتى كيف أصبحوا دكاترة وانا أتذكر هنا مادة مثل مادة القواعد التى لم يتم شرحها بطريقة تجعل الطالب يفهم وكان كل الطلبة يلجئون للمكتبة للبحث عن تبسيط لتلك القواعد؟ ولماذا لم تقول ان السبب فى الدكاترة؟ ولماذا دائما تقارن مدى فهمك – الذى يعتمد اساسا على فهمك المسبق لتلك اللغة من خلال المدرسة الآلمانية_ بفهم الطلبة الذين لم يدرسوا اللغة الا سنتين وربما لم يدرسوها أبدا قبل الكلية؟ أليس هذا ظلم لأولئك الطلبة الذين لم يجدوا دكاترة على مستوى عال فى التعامل مع معهم وطريقة الشرح؟
عندك حق، بالطبع كان هناك أستاذة غير مؤهليين لشرح المادة أو حتى التعامل مع الطلاب ولكننى لا أذكرهم لأننى أرى أن عددهم ضئيل بالنسبة للأساتذة الأخرين الذين لم يقصروا فى أداء مهمتهم على أكمل وجه. بالطبع كنت مثل الطلاب لآ أحب هذا الدكتور أو غيره لعدم إتقانه إما للغة أو تصعيب المنهج أو القراءة من الكتب دون الشرح. أنا لا أقارن بين فهمى وفهم الأخرين لأننى على دراية جيداً بهذا الأمر ولكن الإنسان لا يستطيع أن يختار أستاذه ولا يستطيع أن يغير طريقة شرحه للمنهج الذى تعود عليها منذ الأزل ولا يمكننا أن نخدع أنفسنا ونقول بأن هذا الأستاذ أو ذاك سيغير من طريقته بالتأكيد. هذا نادراً ما يحصل، فعلى الطالب إذا تقبل هذا الأمر للأسف ويحاول جاهداً أن يشرح لنفسه تلك المادة. هناك بعض المواد عانيت فيها بسبب أن الدكتور كان لا يشرح ولم يكن على المستوى المتوقع ولكن على الطلبة فى هذه الحالة أن يبذلوا جهداً شخصياً إذا أرادوا أن يجتازوا الإمتحان. أنا لا أقول بأن هذا أمراً طبيعياً ولكن على الإنسان أن يتصرف ولا يجلس يندب حظه ويقوم بالدعاء على هذا الدكتور أو ذاك.


ما هى المادة التى كرهتيها منذ دخولك الكلية؟ وما هى أكثر مادة أحببتيها؟
أكثر مادة كرهتها هى "الجرامتيك" وتحديداً فى السنة الرابعة. والسبب بسيط: أنا درست جميع القواعد التى كنا نأخذها فى الجامعة  من قبل فى المدرسة وتحديداً من بداية الصف الخامس وحفطتها وأصبحت تجرى فى دمى ونسيت أسماء القواعد ولكننى أستخدمهم وأعرف قواعد إستخدامهم جيداً. المشكلة أنها كانت تشرح باللغة العربية ولم أفهم منها شيء. كان البعض عندما يسألنى عن قاعدة فى تلك القواعد أقول له ببساطة: لأ أعرف. يعتقد بأننى لا أريد مساعدته وأفضل الإحتفاظ بالمعلومة لنفسى، لكن والله العظيم لم أكن أفهمها. كنت أعرف فقط أنها محفوظة باللغة الألمانية فى عقلى.  أكثر مادة أحببتها الترجمة. ياااااااااه ما أروع هذه المادة وأروع أساتذتها. لا أستطيع الحديث عن تلك المادة لأن كل الكلام لا يوفى حق تلك المادة. كل ما أستطيع قوله: الحمد لله على تلك النعمة والشكر الأول والأخير لكل من كان يتعب نفسه ويشرح ويجلس ويقف لكى يوصل لى الهدف الأسمى للترجمة. لدى كل من دكتور ضياء النجار، دكتورة علا عادل، دكتور محمد سليمان ودكتور مصطفى سليمان فائق التقدير والإحترام. أنتم حقاً أبطال ومثلى الأعلى وأتمنى فى يوم من الأيام أن أصبح مثلكم.

وكيف كان تعامل زملاء الدراسة يتعاملون معك؟
بعد مرور السنة الأولى والثانية أكتشفوا شخصيتى الحقيقية وأحبونى وأحبتهم كثيراً ولا أزال على إتصال بكثير منهم لأن أمى دائماً تقول: معرفة الناس كنوز وهم حقاً وجميع أصدقائى الذين أعرفهم كنز غالى قيم لابد الحفاظ عليه.
أصدقاء منهل الشيخ ف كلية الألسن

كيف تعاملتِ مع اللغة العربية؟
هذه اللغة أتبهدلت معايا كتييير أوووووووى..... كنت أكره اللغة العربية. كانت بالنسبة لى طلاسم لا أستطيع فكها. ساعدنى كثيراً أصدقائى المقربين لى حتى حصلت أخيراً على "إمتياز" فى تلك اللغة. والأن أصبجت أتحدثها بطلاقة وأستطيع حتى إجراء مقابلة باللغة العربية ولا أيه؟؟؟ الأن أستطيع والحمد لله التعبير باللغتين. مع الألمانى بالألمانى ومع العربى بالعربي ومع الهندى والفلبينى والأسيوى بالإنجليزى.

كيف غيرتِ طريقة تفكيرك لتتناسب مع من حولك؟ ام ظلت طريقة تفكيرك واحدة حتى بعد دخولك الجامعة؟
لم أغير طريقة تفكيرى كى تناسب أجواء الجامعة. بل كنت أعامل جميع زملائى مثلما كنت أعامل أصدقائى فى المدرسة، لأن طريقتى فى التفكير ليس فيها شيء عيب أو فيها أفكار غريبة، بل أراها معتدلة للغاية.

هل تمنيتِ يوما أن تترك الكلية؟ وتذهبِ لكلية أخرى؟
فى السنة الأولى تمنيت أن أحول لأدخل الجامعة الأمريكية ولكننى أردث أن أثبت نفسى بأننى أستطيع التكيف مع أية أجواء من حولى.

هل قابلتِ زملاء لا يستحقون أن تكونِ صديقة لهم؟
ليس هناك كلمة" لا يستحقون أن يكونوا أصدقاء لى" فأنا لست ملاك وبالطبع الناس الذين قطعوا أو قطعت معهم علاقتى رأوا فى أو رأيت فيهم شيء جعلنى أفكر بأننا لسنا مناسبين إما من حيث التفكير أو لظروف أخرى. أنا أحترم كل من يتقبلنى مثلما أنا عليه، فأنا لا أصاحب أشخاص هدفهم هو تغيير طريقة تفكيرى أو نقدهم الدائم لى. فالأصدقاء نعمة من عند الله وهدانى الله لإيجاد الأشخاص المتميزين الذين أصبح لهم مكانة مميزة فى قلبى وصعب التخلى عنهم.

هل فكرتِ يوما انك لا تحتاجين دخول قسم ألمانى، وتقولِ لنفسك أنك لست فى حاجة لدراسة اللغة الالمانية وتدخلِ قسم آخر او حتى كلية أخرى؟
كانت أمامى الفرصة لدخول قسم صينى بسبب دراجاتى الجيدة، ولكننى رفضت لأننى أعلم أن اللغة الألمانية لغة غنية أردت أن أستمر فى دراساتها لأكتشف جمالها وقوتها حتى ولو درستها لمدة 13 عاماً فهناك المزيد لأتعلمه.

ما هى طموحاتك حينما دخلتِ كلية الالسن؟
قلت لنفسى: سوف أواصل الدراسة فى الكلية وأخذ دورات تدريبة فى التسويق والإدارة. لم أكن أتخيل بأننى سأعمل بشهادة الكلية. كان هذا إعتقادى فى البداية ولكننى أقول بأننى حقاً فخورة بكليتى وأساتذتى وإذا كان لى حق إختيار كلية من جديد فسأختار كلية الألسن.

ما هى الصعوبات التى واجهتيها مذ دخولك الالسن؟
كانت اللغة العربية مشكلتى الكبيرة وقد تغلبت عليها بمرور الوقت والحمد لله. لم تكن هناك صعويات فى المواد الألمانية لأن الأساتذة كانوا يبذلون جهداً كبيراً فى الشرح. ليس بالطبع كل الأساتذة ولكن الأغلبية.

ما رأيكِ فى مناهج كلية الألسن؟
أرى أن المواد كلها هامة لأنها مرتبطة ببعضها البعض. فأنا مثلاً لا أستطيع أن أترجم نص أدبى قديم إذا لم تكن لدى بعض المعلومات عن الأدب الألمانى وهكذا. وبالتالى لا أستطع أن أكون جملة ألمانية صحيحة لأننى جاهلة بالقواعد الألمانية. كل مادة كانت هامة وتفتح لنا مجالات جديدة للتعرف على الثقافة واللغة الألمانية.

أنا أقصد رأيك فى المناهج بمعنى هل تلك المناهج محدثة بشكل جيد ام أننا كان لابد أن ندرس بعض الاشياء الأخرى المهمة فى اللغة كالصوتيات وكذلك الأدب الالمانى المعاصر؟
كان علينا بالتأكيد أن ندرس علم الصوتيات بالتأكيد لأنه من الأسباب الرئيسية التى تمكن الفرد من إتقان اللغة وشعوره بالحس اللغوى. كانت هناك الكثير من الحجرات الخاصة بتلك المادة ولكننا للأسف لم ندخلها قط بسبب عددنا الهائل. لم أكن أفهم، لماذا لم يتم تقسيمنا لعدة مجموعات وتكون هناك محاضرة كل أسبوع. لم أكن أفهم أين تقع المشكلة. نعم كان ينقصنا أن نتناول الأدب المعاصر ولكنك عليك أن تستسلم "لمقرر الحكومة".

ما الفارق بين الجامعة الالمانية والجامعة الحكومية؟
لا استطيع أن اقول رأيى لاننى لم أدرس بجامعة ألمانية من قبل وبالتالى يكون رأيى ليس مبنى على أى أساس من الصحة.

ما هو أكثر مشهد مضحك رأته منهل فى الألسن؟ وما هو أكثر مشهد يدعو للأسف؟
أكثر مشهد مضحك عندما يأتى الطلبة الغير ناجحين ويقوموا بشطب أسمائهم من لائحة النتيجة وبالرغم من ذلك كنت أستطيع أن أقرأ أسمه. أكثر مشهد محزن: مشهد المكفوفين وهم يتسندون على بعضهم لكى ينزلوا السلالم لأنه ليس مسموح للطلبة إستخدام المصعد ، أكثر شيء محزن أيضاً هو شكل السكاشن فى محاضرات اللغة العربية. كنت أحزن عندما أرى نفسى والأخرين جالسين على الأرض المتسخة. منظر حقاً مؤلم.

ما هى المحاضرة التى كانت منهل تتلهف لحضورها؟ ولماذا؟
مادة الترجمة لأننى كنت أشعر بأنها تجعلنى أدور وأطير فى عالم خيالى وتجعلنى أتواصل باللغتين اللاتى أحبهم كثيراً.

أنا لن أسألك عن من هم أصدقائك، ولكن من هم الأقرب لقلب منهل؟
لدى الحمد لله العديد من الأصدقاء الذين أحبهم ولكن بالطبع هناك معزة خاصة لبعض الأصدقاء. أقربهم لي : رضوى عماد ، نيفين جادو ، هند بخيت ومريهان علي الشهيرة بأم لطفى. أربعة أشخاص رائعين. هذا بالطبع لا يعنى عدم حبى للأخرين، بل أنا أحب جميعهم حقأ لآنهم أصدقاء نادراً ما يتكرروا.
منهل الشيخ ونيفين

هل اتخدعتِ يوما فى صديقة كنت تعتبريها أعز أصحابك؟ وما السبب؟
لا

ما رأيك فى البنت التى تقول انها بعد التخرج تريد ان تجلس فى البيت وتنتظر ابن الحلال؟
أقول لها أخرجِ للعمل لكى تجدِ أبن الحلال وأقعدى في البيت بعدها زى ما أنت عايزة ثم تضحك. كانت هذه دعابة بالطبع، الجلوس فى البيت ليس أمراً خطاً إذا كانت هذه رغبة الفتاة حقاً ولكن المشكلة أنها بذلك ستنقطع عن العالم الخارجى المحيط بها وستفتقد لتجارب العمل التى أرى أنها هامة للغاية. أنصحها بالعمل لفترة كى تكتسب بعض الخبرة وتطور من نفسها كى تفيد زوجها وأولادها فيما بعد.

بعد أربع سنوات فى كلية الألسن كيف تجد منهل تلك الكلية؟
أجد الكلية من حيث التعليم جيدة ولكن تحتاج لكثيرمن التغييرات وتواكب التقدم والعلم.

ما الشئ التى ندمت عليه منهل فى تلك المرحلة؟
أنا نادراً ما أندم على شيء لأننى مؤمنة بقضاء الله وقدره والحمد لله لم يحصل شيء يجعلنى أندم فى تلك المرحلة.

ما الشئ الذى كانت تتمنى منهل ان تفعله فى المرحلة الجامعية ولم تفعله؟
كنت أرغب فى أن أشارك فى النشاطات الجامعية ولكن للأسف لم أستطيع لكثرة المواد والذاكرة.

ما هى الذكرى الجميلة التى مازالت منهل تحتفظ بها فى ألبوم ذكرياتها؟ وما هى الذكرى التى تتمنى منهل انها لم تشعها أبدا؟
عندما تم إختيارى لأكون واحدة من المشتركات فى ورشة العمل التى أقيمت فى مدينة لايبزج الألمانية. كنت فخورة حقاً وأتذكر هذه الأيام كأنها كانت البارحة. لا أتذكر أى ذكرى أليمة لى لأننى بالفعل كنت أحب الكلية بكل إيجابيتها وسلبيتها.

من هو الدكتور التى تتمنى منهل ان تحضر محاضراته حتى بعد انتهاء الدراسة؟
أنا لا أشبع من محاضرات الكتورة علا عادل.

ما رأيك فى طريقة تفكير البنات والشباب فى تلك المرحلة؟ فى أى شئ ؟
فيما يخص أيه؟ السؤال ليس واضح.


أقصد بذلك السؤال طريقة تفكيرهم فى أى شئ فى مستقبلهم مثلا أو ثقافتهم ...؟
كل شخص يختلف عن الأخر. البعض أراد أن يعمل فى مجال السياحة والبعض الأخر فى مهنة التدريس وهناك من فضل الجلوس فى المنزل أو السفر وهكذا. أنا  لا أحب التعميم ولكننى أعلم بأن كل شخص مميز بشكل أو بأخر ويرى مستقبله بشكل يختلف تماماً على الأخرين وأنا أحب أن يكون للإنسان أحلام وأمنيات لأنها تولد العزيمة والإصرار على تحقيق كل ما يتمناه الفرد.


هل هناك شئ تريدِ ان تذكريه فى تلك المرحلة لم أسألك عنه؟ بمعنى هل لديك اقوال أخرى؟
لا يا سعادة البيه كده التحقيق خلص وليست عندى أقوال أخرى. أقفل يابنى المحضر.

مرحلة ما بعد الجامعة:
ما هى الوظيفة التى تحلم بها منهل الشيخ؟ ولماذا؟
أرى نفسى مترجمة معتمدة لإحدى السفارات الناطقة باللغة الألمانية لأننى أستمتع بالترجمة كثيراً وأستمتع بأن أفيد الناس وأكون وسيط بين ثقاقتين رائعتين وأحاول جاهدة أن أنقل صورة جيدة عن الفتاة المصرية التى أختارها القدر لتدخل مدرسة ألمانية وتتفوق فيها وبعدها دخلت الجامعة وأحبت مادة الترجمة بشدة وترغب فى أن تلغى الأحكام المسبقة التى تقول بأن المرأة المحجبة ليست بكفاءة الغير محجبة. أرغب فى أن يرى الناس ما فى داخل عقلى وليس ما يغطى رأسى(مقولة مأثورة فى حوار الملكة رانيا مع أوبرا وينفرى فى أحد اللقاءات).

ما هو العلم الذى تريد أن تدرسه منهل؟
علم الترجمة واللغة وعلم الأحياء

أسئلة عامة:
من هو مواصفات فتى احلامك؟
جدع، ذات خلق، يحب عائلتى، متدين ولكن ليس التدين الخطأ، يشاركنى أحلامى ويؤمن بى وبقدراتى.
هو التدين الخاطئ من وجهة نظر منهل الشيخ؟
التدين الخاطىء هو الذى يجعل الزوج يرى الدين يعطيه الحق إما فى ضرب زوجته أو إهانتها أو أى شيء يحد من كرامة المرأة أو يرى الدين يقول له لا تستمتع بالدنيا وتعيش فى سعادة وهنا مع أسرتك بل الصلاة ثم الصلاة ثم الصلاة ولا شيء أخر.  الدين معاملة، الدين مودة ورحمة، يخلق جو من التألف والحب، لم ينصر الضرب أو الإهانة أبداً ، بل هو دين يكرم المراة، دين يسر وليس عسر. دين يجعلك تتألف مع من مختلفين عنك ويحث على صلة الرحم. فأرى أزواج تمنع زوجاتها من زيارة أهلها ويحلف عليها بالطلاق وهو لا يعلم بذلك عقاب الله فى الدنيا والأخرة. هناك أمثال عدة ولكننى أريد شخصاً يحب الدين مثلما أحبه وأراه دين عظيم لم يفرق بين الرجل والمرأة.

ما اكثر شئ تخاف منه منهل الشيخ؟
أن أفقد أحد ممن أحبهم. ولكنه واقع ولا أستطيع الهروب منه.

ما اكثر شئ يسعد منهل الشيخ؟
صنية مسقعة باللحمة المفرومة وعيش محمص وبصل أخضر يا سلالالالالالالالالام ....أنا بحب الأكل على فكرة بالرغم من أنى سفيفة . أكثر شيء يسعدنى أنى فخورة أنى مصرية ولكن بتكلم ألمانى زى الألمان وأجعل الألمان نفسهم فى حالة ذهول. فأنا أعشق تلك النظرة على وجوههم. نظرة الإعجاب وعدم التصديق ولكنه أمر يسعدنى حقاً. وأعشق أن أتحدث عن بلدى فى الخارج وأجعل الناس متلهفون لرؤية بلدى وحضارتنا وشعبنا.

هل كنت تتمنى ان تعيش بألمانيا مستقبلا للأبد؟ أم تفضل العيش فى مصر؟
لا، لا أحب الهجرة. أحب زيارة ألمانيا بين الحين والأخر ولكن الهجرة دون الرجوع لبلدى لا أفضله كثيراً.

ما السر الذى لا يعرفه أحد عن منهل؟
أنا لست من أوائل الدفعة

أعتبر هذا هروب من السؤال؟
لا ،ولكن الكثير يسألوننى هذا السؤال وأردت أن أخبر الجميع هذه الحقيقة. ليس لدى أسرار فى حياتى، انا للأسف كتاب مفتوح من الممكن أن ترى متى تكذب منهل أو تقول الحقيقة. فصوتى يتغير عندما أريد أن أكذب وترى عينى ليست مستقرة فى مكانها. أكره أحياناً طيبتى لأنها تكون فى غير محلها ويتم فهمها على نحو خاطىء ولكننى ولدت هكذا.

ماهى الصفة التى تحب منهل ان تتوافر فى كل الناس؟
الطيبة، التفكير جيداً قبل الكلام، عدم التسرع فى إتخاذ القرارات وأن يكونوا أصل وليس نسخة مثلما يقول دكتور ضياء.

ما الصفة التى تكرهها منهل فى الناس؟
الغرور والإعتقاد بأن الدنيا لم ترى أحد مثله والتظاهر بالطيبة وهو فى الحقيقة يكرهك ويتمنى زوالك من الدنيا.

ما هى  أفكارك الخاصة لتطوير ذلك المجتمع النامى ليصبح مجتمعا مثل مجتمعات أوروبا وخاصة أنك عيشت فى ألمانيا كثيرا وتعاملت مع الألمان؟ وما الفارق بين المجتمعين؟ وهل هناك أسباب تقف عائق أم تطوير ذلك المجتمع؟ وهل المجتمع المصرى فيه ما يميزه عن المجتمعات الغربية؟
لا يمكنك أن تأتى بشعب عدده هائل ونسبة الأمية فية كبيرة وتريد أن تحوله ليشبه مجتمع أوروبى. هذا أمر مستحيل فالظروف وطبيعة شعبك لن تساعدك. فالشعب الأروبى مختلف كثيراً فى الطباع ورؤيته للعمل والكثير والكثير. الفارق بأن الدولة الأوروبية موفرة حياة كريمة للفرد، فتساعده وتهيء له الراحة وتمنحه الرعاية الصحية والتأمين على حياته والتعليم الجيد ومميزات أخرى أفتقدها الشعب بسبب الحكومة السابقة وعدم إحترامهم لحقوق الإنسان. لم يحترموا معنى أن تكون أنت وأسرتك تعيشون فى منازل خالية من الصرف الصحى، لم يروا الجوع والفقر الذى خيم على المجتمعات البسيطة، لم يوفروا الرعاية الصحية للمواطن وحقه فى فراش فى مستشفى. لم يقدروا معنى كلمة" إنسان". أعتقد بأنه لو كانت لدينا حكومة "بتشوف شغلها بجد" لم تكن هناك تلك المشكلات ولم يلجأ الناس للقتل أو السرقة من أجل لقمة العيش. المجتمع المصرى مجمتع حيوى يحب اللمة والأصدقاء، يقدر معنى الأسرة وأهمية التعليم. يشكر ربه فى كل الأحوال ولا يندب حظه بل راضى بقضاء الله وقدره. هذا هو الشعب الذى أعشقه وأرغب فى أن يحترمه حكومته ويقدره.

ما هو الكتاب الذى تداوم منهل على قراءته ولا تمل منه؟ وما هو الكتاب الذى تريد منهل أن تقرأه؟
أعشق قصص الأخوين جريم لأنها مليئة بالنصائح الخفية التى تلزمك بقراءة القصة للنهاية لمعرفة النصيحة. أكثر قصة أعشقها هى عن واحد صياد وزوجته. كانوا يعيشون فى كوخ صغير فقير وليس لديهم ما يكفى من زاد. ففى يوم ذهب الصياد للبحيرة وجلس وفجأة رأى سمكة تحدثه. قالت له بأنها ليست سكمة بل فى الحقيقة أمير ولكن الساحرة الشريرة سحرته. وقال له تمنى يا صياد أى شيء وسوف أفعله لك (لا أتذكر ما المقابل). ذهب الصياد لزوجته وحكى لها ما حدث معه عند البحيرة ففرحت كثيراً وطلبت منع أن يذهب للسمكة ويطلب منها بيت كبير. بالفعل ذهب وحققت له السمكة المسحورة أمنياته. أستمر هذا الوضع هكذا حتى أصبح الصياد وزوجته ملوك المدينة لديهم خدم وحشم وأراضى وكل شيء. وفى يوم أستيقظت زوجة الصياد من نومها وطلبت من زوجها أن يذهب للسمكة ويقول لها بأن  زوجتى تريد أن تصبح الرب. تتحكم فى الشروق والغروب وتتحكم فى جميع أمور الدنيا. أستعجب الصياد من طلب زوجته وبالفعل ذهب للسمكة ليقول لها أمنية زوجته الأخيرة، فقالت له السمكة: أذهب فستجد زوجتك فى كوخها الصغير القديم. ماذا تريد القصة أن تقول لنا؟ أن الطمع ليس له حدود ويجعل الإنسان يتخيل أشياء لا يستطيع حتى التفكير فيها. أرادت الزوجة التدخل فى الشئون الربانية فعاقبها الله لأنها طلبت أكثر مما تستحق. يالها من قصة عظيمة حقاً. أريد فى الأيام القادمة قراءة كتاب" أرجوحة النفس" لهرتر مولة.

من هو الكاتب المفضل لمنهل؟ والشاعر المفضل؟
الكاتب يوسف معاطى وعلاء الأسوانى. الشاعر جوته وعمرو قطامش. أنا أحب أيضاً كتب الأتيكيت وفن التعامل. بعض الناس سيعتقدون بأننى تافهة ولكننى أرى بأنها كتب تعلم الكثير وتجعلك تنتبه لأمور كنت تفعلها خطاً فى السابق.

وما هو الكتاب لمؤلف مصرى أعجبت به منهل الشيخ واستفادت منه كثيرا؟
تفكر كثيرا..لا أعلم حتى الأن فأنا الأن أريد شراء مجموعة كتب لمؤلفين جدد ولاحقاً أستطيع أن أقول لك راى.


من سترشح منهل الشيخ فى رئاسة الجمهورية؟ ولماذا؟
حتى الأن لا أعلم من يستحق خقاً أن يتم ترشيحه كنت أفكر فى الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل لأنى رأيته فى مقابلة وأعجبنى حديثه ولكننى لم أقرر بعد. كل ما أرجوه من سيادة الرئيس الجديد أن يراعى طلبات الشعب المصرى وأن يتحلى بالصبر والمثابرة لأن 85 مليون مصري ليس عدد ضئيل.

لو أصبحت منهل الشيخ وزيرة تربية وتعليم، ماذا ستفعل فى تلك الحقيبة الوزارية الشاقة؟
كنت سأجعل الطلاب يختارون بعد الإعدادية ماذا يريدون أن يدرسوا وعلى هذا الأساس يدخلون المدرسة المناسبة. فى ألمانيا مثلاً يوجد مدارس خاصة بالرياضة البدنية وأخرى مدارس موسيقية أو مدارس تعلمك حرفة أو مهنة. كنت سأجعل كل طالب يختار مصيره بيده ولا ينتظر التنسيق. كنت سأهتم بالمدارس وبالأطباء النفسيين لأن الكثير من الطلبة يعانون العديد من المشاكل النفسية ولكن لا أحد يدرى عنها شيء وإذا تلفظ بها يصفونه بالمجنون. لكى تريد تعليم قائم على أساس سليم عليك أن تهتم بنفسية الطلاب كى تجد المشكلات وتعمل على حلها.

ولو اختارت منهل مستشارين لها فى الوزارة من سختار؟ ولماذا؟
تفكر قليلا ... سأختار مستشارين شباب يؤمنون بالجيل الجديد ولا يصدرون أوامرفقط  بل ينزلوا بأنفسهم للواقع لكى يروا ماذا تحتاج الوزارة حقاً. سأختار ناس يستطيع الطلبة الوثوق فيها واللجوء إليها.

وهل ستختارى أحد ممكن حولك تجديه جدير بمنصب مستشار وخاصة انك لا تعرف الكثير عن عيوب التعليم المصرى لأن معظم تعليمك لم يكن حكوميا؟
بالطبع سأختار أحد ممن عانوا وعاشوا تلك الأزمة بحق لكى يفيدنى ونفيد بها المدارس. أنا فعلاً لا أعلم كثيراً عن المنظمة التعليمية الحكومية.

لو أصبحت منهل رئيسة للجمهورية ماذا ستفعل فى الآتى:

من ستختاره لرئاسة الوزراء؟ أريد اسم محدد سواء اكان شخصية تعرفينها او شخصية مشهورة بين أوساط المجتمع؟
أوبرا وينفرى.

وما هو المشروع الذى تريد تنفيذه الذى تراه منهل أنه سيخدم الشعب المصرى كثيرا؟
مشروع محو الأمية حقيقى . مشروع يعمل فيه كل الشعب المصرى المتعلم لكى يمحو أمية أخ له. إذا بدأنا بهذا المشروع فثماره ستطرح قريباً وسنلاحظ الفرق الشاسع.

وما الذى سيكون أول شئ تهتم به هل الأقتصاد أم العلم، بمعنى هل ستهتم بتدعيم لقمة عيش الفقير أم ستخصص جزء كبير من الموازنة لصالح العلم؟ العلم أم لقمة العيش؟
العلم أولاً لأنها ستجعل الفرد يكون مبدع خلاق يجد طرق عديدة لكسب لقمة عيشه. فلا يستسلم للواقع، بل بيحث فيم تعلمه ودرسه ويجد حل.

ولو أصبحت رئيسة وزراء من هم الوزراء الذين ستختارهم منهل الشيخ فى كل الحقب الوزارية؟ ولماذا؟
ندى عبد السلام- وزيرة للصحة. ندى لديها ضمير حى يأنبها أو يمدحها. نحتاج وزير بهذه الصفة يؤنبها إذا لم تهتم بالصحة على أكمل وجه أو يشجعها فيجعلها الأفضل والأحسن.

دكتور محمد سليمان- وزير التعليم. دكتور محمد له العديد من الأساليب المبدعة التى تحفزك على الإبتكار وإستخدام العقل بشكل صحيح. ستكون المناهج مسلية ولن تخلو من التفكير العميق.
محمد رمضان- وزير الشباب والرياضة: محمد رمضان شاب يعشق حياته الشبابية ويحب التعرف على الثقافات المختلفة الموجودة من حوله. سيساعد الشباب فى تحقق ذاته والتعرف على اخر. أما فيما يخص الرياضة فأنصحه بالذهاب للجيم قبل ما يمسك الوزارة.

فى احتفالات الهالوين ما الزى الذى تحب منهل ان تتنكر فيه؟ ولماذا؟

أتنكر فى زى أميرة لأننى أؤمن بأن داخل كل فتاة صفة من صفات الأميرات تجعلها جميلة من الداخل والخارج.

ما اكثر شئ يعجبك فى ألمانيا وتتمنى ان يوجد فى مصر ؟ وما الشئ الذى يوجد فى مصر وتتمنى ان يوجد فى ألمانيا؟
أكثر شىء يعجبنى هو الإهتمام بالمتاحف والقصور والحدائق ومحطات الأنفاق. أمور غاية فى الجمال. أتمنى أن ينتقل للشعب الألمانى دم المصريين الحامى وطيبتهم الجميلة.

لمن تقول منهل الآتى سواء لرجل او أمرأة
 " حسبى الله ونعم الوكيل" ؟
كل من أفسد مصر
 " وحشتينى جدا "؟
أمى
" ربنا معاك " ؟
محمد ضاحى، محمد سعيد وأحمد مطر لأنهم فقدوا وظائفهم وأتمنى لهم حقاً التوفيق فى البحث عن وظيفة مناسبة.
" حاول تغير من تفكيرك" ؟
الشعب المصرى
" طريقة تفكيرك جميلة جدا"؟
دكتور محمد سليمان
" تستحق أن تكون أحد نوابغ العالم"؟
الطفل المصرى المعجزة الذى أخذ الدكتوراه وهو فى الإعدادية.
" أشكرك لأنك وقفت بجانبى وقت الشدة "؟
كل من يتخلى عنى
" تصرفك كان غلط "؟
أقولها لنفسى عندما أخطأ.

" أنت مش محظوظ فى الدنيا " ؟
أنا لا أقول هذه الجملة أبداً لأن كل شيء مكتوب ولا أؤمن كثيراً بالحظ بل أؤمن بالعمل الحقيقى الشاق الذى يخلق المعجزات.

وأخيرا هل لديك أقوال أخرى فى أمور حياتك لم نتطرق لها ؟
أريد أن أقول بأننى أسمتعت حقاً بهذه المقابلة الرائعة ولدى رسالة أريد أن أوجهها لكل من أعرفهم أو حتى لا أعرفهم وأقتبس بعض الجمل من أغنية أحمد مكى فى فيلم طير أنت: "متحاولش تبقى أى حد تانى غير نفسك، دور بنفسك جوا نفسك، متكسلش وأقوم قلب ودور حتلاقى ميزتك صدقنى هتلاقى ميزتك. صدقنى لو بصيت جواك هتلاقى ياما كتير قدرات مميزات أن كنت غنى أو فقير. ربك ميز كل واحد منا بحاجة فخلى الناس لبعضها محتاجة، دور وألقى ميزتك حاول حافظ عليها طورها أتميز بيها حياتك هتلاقيها. لو ملكش عازة مكنتش أتخلقت ولا أتحسبت من الناس ولا أترزقت."


وفى نهاية الحوار استمتعت بحوارى معاك جدا يا منهل بصفتك أحد القلائل الذين تشهد لهم الدنيا بالاجماع بالتلقائية والصراحة وحسن الخلق وبالتفكير السديد والعلم الغزير، فلم أجد شخص يقول عنك شئ سيئ أبدا، وهذا يرجع بالطبع لحسن تعاملك مع الناس. لذلك اتمنى من كل قلبى أن تشتغل فى العمل العام لأنك فيك من الصفات ما يؤهلك للقيام بما يخدم الناس.
حوار/ محمد ضاحى
القلم الجرئ..قلم المبدعين والقراء

3 التعليقات:

Tosi يقول...

واااااااااااااااااااااااو بجد هوه الحوار طويل قوي وانا قريته في السريع اينعم انا معرفش منهل كشخصية بس باين قوي من ردها انها شخصية عفوية وطيبة قوي وبجد حوار لذيذ يا ضاحي جدا وانا استمتعت بيه قوي قوي
ويبقي السؤال ؟؟؟
انت ليه يا ابني مدخلتش اعلام؟؟:):):)

Unknown يقول...

بجد منهل دى لو سألتى عنها دفعة ألمانى كلها أى حد فيها هتلاقيه بيشكر فيها ، وهى شخصية بجد من الشخصيات النادرة جدا
أما انا بقى فكان نفسى بجد أنى اكون اعلامى، بس تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن

بشوره يقول...

منهل بجد بنت طيبه جدا انا عرفتها في المانيا بمدينه جرمرز هايم بس والله ديه شهاده منهل طيبه واموره ومتعاونه مع الاخرين جدا وانا سعيده انها صديقتي دلوقتي.....احبك منهل
بشرى من اليمن

Best Blogger TipsComment here